جورجيا ميلوني … أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في إيطاليا
جورجيا ميلوني صحفية وسياسية إيطالية تتزعم حزب “إخوة إيطاليا”، كانت عضوة بمجلس النواب عام 2006، وكانت أصغر وزيرة في تاريخ الجمهورية الإيطالية عندما تم تعيينها في الثامن من مايو/أيار 2008 وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برلسكوني الرابعة (2008-2011).
أصبحت ميلوني أيضا أول امرأة مرشحة لرئاسة الحكومة في إيطاليا بعد تصدر حزبها “إخوة إيطاليا” نتائج الانتخابات العامة التي أجريت الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، حيث يتوقع أن تتحد مع زعيم حزب “فورتسا إيطاليا” سيلفيو برلسكوني، وزعيم “حزب العصبة” ماتيو سالفيني لتشكيل الحكومة الجديدة.
المولد والنشأة
ولدت جورجيا ميلوني يوم 15 يناير/كانون الثاني 1977، لأب يساري من جزيرة سردينيا وأم يمينية من جزيرة صقلية في حي غارباتيلا بالعاصمة الإيطالية روما، حيث تعيش الطبقة العاملة وتعتنق غالبيتها الفكر اليساري الذي كان يسيطر في ذلك الوقت على المدارس والجامعات، وكان مجرد الانتماء إلى اليمين عملاً ثوريًا.
كانت ميلوني تبلغ من العمر عامًا واحدًا فقط عندما ترك والدها فرانشيسكو عائلته، وانتقل إلى جزر الكناري، مما أثار تكهنات بأن مسار جورجيا السياسي كان مدفوعًا جزئيًا بالرغبة في الانتقام من والدها الغائب.
الدراسة والتكوين العلمي
بعد إتمام دراستها الابتدائية والإعدادية حصلت ميلوني على دبلوم المدرسة الثانوية في اللغات من معهد “أميريغو فيسبوتشي” (Amerigo Vespucci) في روما، لكن اتضح أن المدرسة لم تكن مدرسة ثانوية للغات الأجنبية، ومن ثم فهي غير مؤهلة لإصدار دبلوم في اللغات، بل كانت مدرسة ثانوية فنية متخصصة في صناعة السياحة، وهو ما أثار جدلا حول إذا ما كانت ميلوني كذبت بشأن شهادتها.
في عام 1996، حصلت ميلوني على دبلوم في الصحافة من المعهد نفسه، ولم تكمل ميلوني تعليمها، لذا فهي لا تحمل شهادة جامعية.
الأمومة
ميلوني أمّ غير متزوجة، ولديها طفلة اسمها جينيفرا من خارج نطاق الزواج.
الوظائف والمسؤوليات
بعد التخرج في المدرسة، قررت ميلوني العمل فالتحقت بوظائف مختلفة، مثل العمل بائعة خضار في سوق شعبي، ومربية للأطفال، وساقية في حانة “بيبير كلوب” (Piper Club)، أحد أشهر النوادي الليلية في روما.
التجربة السياسية
في يوليو/تموز 1992 عندما كانت ميلوني تلميذة تبلغ من العمر 15 عامًا، انضمت إلى “جبهة الشباب”، وهي حركة طلابية يمينية متطرفة في روما ترأستها ميلوني لاحقا عام 2004.
كما أصبحت عضوة بقسم الشباب في الحركة الاجتماعية الإيطالية (MSI) التي كانت تمثل الفاشية الجديدة، وكانت تسمى من قبل الحركة الاشتراكية الإيطالية التي أسسها بينيتو موسوليني.
عام 1998، تم انتخابها عضوة في مجلس مقاطعة روما، وشغلت هذا المنصب حتى عام 2002.
عام 2006، أصبحت ميلوني أصغر نائبة على الإطلاق في البرلمان، ونائبة لرئيس المجلس، وفي العام نفسه بدأت العمل صحفية.
تعد ميلوني أيضا أصغر وزيرة في تاريخ الجمهورية الإيطالية عندما تم تعيينها في الثامن من مايو/أيار 2008 وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برلسكوني الرابعة، التي استمرت في الحكم حتى 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011.
عام 2012، استقالت ميلوني من حزب العمال الديمقراطي الذي كان يتزعمه أنجيلينو ألفانو، وشاركت بعض رفقائها في تأسيس حزب “إخوة إيطاليا” (FDI) الذي خاض الانتخابات العامة عام 2013، وحصل على 2% فقط من الأصوات بمجموع 9 مقاعد برلمانية.
عام 2014، أصبحت ميلوني رئيسة للحزب وترشحت لانتخابات البرلمان الأوروبي لكنها لم تنجح، كما فشلت في الحصول على رئاسة بلدية روما في الانتخابات التي أجريت عام 2016.
في 2-3 ديسمبر/كانون الأول 2017، أعاد مؤتمر حزب “إخوة إيطاليا” انتخاب ميلوني رئيسة للحزب، وعام 2018، فاز الحزب بنسبة 4% فقط من الأصوات في الانتخابات التشريعية.
قبل إجراء الانتخابات العامة المبكرة عام 2022، تم الاتفاق بين تحالف يمين الوسط على أن يتم تقديم زعيم الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات مرشحا لرئاسة الوزراء، وهو المنصب الذي تقترب منه ميلوني بقوة.
التوجه الفكري
في بداية مشوارها السياسي، كانت ميلوني تشيد بأفكار الزعيم الراحل بنيتيو موسوليني، الذي يصفه خصومه بأنه “فاشي ودكتاتور”، لكنها غيرت موقفها لاحقا ونددت بأفعاله.
تتمسك ميلوني بأفكار معادية لدخول المهاجرين البلاد، ودعت إلى فرض حصار من القوات البحرية على ساحل البحر المتوسط في أفريقيا لمنع المهاجرين من الوصول إلى إيطاليا.
قالت ميلوني -في تصريحات صحفية- إنها تشاركت خبرات وقيم حزب المحافظين في المملكة المتحدة، والليكود في إسرائيل، والحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.
في 30 يناير/كانون الثاني 2016، وبمناسبة يوم الأسرة شاركت ميلوني في مظاهرة مناهضة لما يعرف بـ”حقوق المثليين”، وأعلنت أنها ضد تبني ما يصطلح عليه بـ”مجتمع الميم”.
المؤلفات
عام 2021، نشرت ميلوني كتابها “أنا جورجيا.. جذوري، أفكاري”، الذي أشادت فيه بقادة إيطاليين، مثل بيتينو كراكسي وسيلفيو برلسكوني، لوقوفهم في وجه الولايات المتحدة من وجهة نظرها.
هل سيسيطر اليمين على أوربا؟
جميع التوقعات واستطلاعات الرأي تقول إن اليمين المتطرف الإيطالي “التحالف الثلاثي” الذي تقوده ميلوني سيحقق نصراً تاريخياً غداً الأحد في الانتخابات التشريعية، أضف إلى ذلك النجاح الذي حققه الديمقراطيين السويديين الأسبوع الماضي، والنتائج غير المتوقعة التي حصلت عليها مارين لوبان في فرنسا في الانتخابات، مؤشرات على أن الدول الأوربية تتجه نحو اختيار أحزاب اليمين المتشددة.
وقال تقرير لمجلة “إيكونومست” إن على أوربا أن تحترم قرار إيطاليا الديمقراطي في حال اختيارها جورجيا ميلوني، وطمأن التقرير الاتحاد الأوربي أن حكومتها ستكون مقيدة بالسياسة والأسواق والمال.
ورجح التقرير أن ميلوني لن تستطيع الوفاء بتعهداتها التي قطعتها خلال الحملة الانتخابية، حيث ستصطدم بالرئيس الإيطالي ورئيس المحكمة الدستورية وهما من الوسطيين المعتدلين.