أوروبا

الجانب الخفي لجورجيا ميلوني أول رئيسة وزراء في تاريخ إيطاليا

فازت المرشحة اليمينية ورئيسة حزب “أُخوة إيطاليا”، جورجيا ميلوني، في الانتخابات التشريعية الإيطالية، وتحصّلت على الصدارة من نسبة المُصوتين بـ نسبة 26%.

فوز جورجيا ميلوني زعيمة حزب “أخوة إيطاليا”

وتستعد “ميلوني” بعد فوزها المنتَظر -بحسب استطلاعات الرأي- لتكون أول رئيسة للحكومة في تاريخ السياسة الإيطالية الحديث.

إلى ذلك، فقد عرّفت زعيمة حزب “أخوة إيطاليا” نفسَها -خلال حملتها الانتخابية- بأنها “محارِبة التغيير الحاصل في الهوية الإيطالية”.

في إشارة واضحة إلى ما وصفته لاحقاً بـ “الأسلمة التي تواجهها إيطاليا”، القادمة خاصة من “الهجرة غير النظاميّة”.

اليوم وبعد فوز مرشحة يمينية على رأس السلطة في إيطاليا، التي تستقطب سنوياً عشرات الآلاف من المهاجرين غير النظاميّين، طرحت على الرأي العام، العديدَ من التساؤلات عن مصير هؤلاء المهاجرين.

جورجيا ميلوني وماكرون

في هذا السياق، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعَ فيديو، تظهرُ فيه جورجيا ميلوني، وهي تهاجم سياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في سبل التعامل مع المهاجرين القادمين من إفريقيا.

 

تقول ميلوني، إنه “كان من الحري بـ فرنسا ترك الأفارقة وشأنهم، في إشارة إلى التدخل الفرنسي في السياسيات الداخلية لعديد الدول الأفريقية، وأن ذلك التدخل قد زعزع الاستقرار في تلك الدول، مما جعل من أوروبا وإيطاليا خاصة، وِجهة مثالية لهؤلاء الفارين من الحروب والفقر وسوء المعاملة في موطنهم”.

تُظهر هذه التصريحات المختلفة في التوقيت، التصوراتِ التي بنت عليها ميلوني شعبيتها الانتخابية منذ انتخابات 2018، عندما تحصّلت فقط على ما يقرب من 4% من جملة الناخبين.

موسوليني والدها الروحي

ويعيد فوز اليمين المتطرف في إيطاليا مع جورجيا ميلوني، ذكريات سيئة للسياسة الأوروبية، فهو يقترن ضرورة بـ فوز حزب موسوليني اليميني المتطرف خلال الثلاثينات من القرن الماضي، وما تلاه من ويلات على الإيطاليين، أودت بهم إلى الحرب العالمية الثانية.

اليوم، يعيد التاريخ نفسه في إيطاليا، مع ميلوني التي عُرف عنها أساساً إعجابُها بـ موسوليني وأفكاره السياسية.

لكن ميلوني، وتحت ضغط الإعلام والمجتمع المدني، كانت قد صرّحت علانية أنها ” ليست بالفاشية”، وأنها لو كانت كذلك “لن تستحي من أن تصارح الإيطاليين”، على حدّ قولها.

إيطاليا تخوض تجربة أول إمرأة على رأس الحكومة

ويبقى السؤال قائماً عن السياسة الواقعية التي سوف تنتهجها حكومة “ميلوني” مع قضايا المهاجرين والهوية في إيطاليا، في ظل أزمة أوروبية مع روسيا، عنوانها “الندرة” في الموارد الطاقية.

يشار في هذا السياق إلى أن جورجيا ميلوني، سوف تكون مضطرة للدخول في ائتلاف حاكم، من أجل أن تكون قادرة على تشكيل حكومة، ومن ثم المصادقة عليها في البرلمان.

ويضم هذا الائتلاف -على غرار حزبها “أخوة إيطاليا”- الرابطةَ اليمينية المتطرفة بقيادة ماتيو سالفيني، وحزب “فورزا إيطاليا” المحافظ بقيادة سيلفيو بيرلسكوني.

يذكر في سياق متصل، أن حزب “أخوة إيطاليا” قد تأسس بقيادة جورجيا ميلوني سنة 2012، بدعم وإسناد من منشقين عن حزب فورزا إيطاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى