حلم الشباب بالهجرة إلى أوروبا.. و تركيا و اليونان تفرش طريقهم شوكا
بعد تشديد الحراسة في الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا، تراجعت نسبة الهجرة غير القانونية من المغرب وأصبح المئات من الشبان يسافرون إلى تركيا للبحث عن أقرب فرصة ومناسبة للهروب عبر الحدود اليونانية وحدود دول أخرى مجاورة للوصول إلى “الفردوس الأوروبي”.
شباب مغاربة يحلمون بالهجرة .. تركيا تفرش الطريق نحو أوروبا بالأشواك
يحلم أغلب الشباب بالهجرة إلى “الفردوس الأوروبي” للهروب من “الفقر والبطالة”، وذلك عبر الهجرة غير النظامية من تركيا ودول البلقان للوصول إلى ألمانيا وإيطاليا، على الرغم من المخاطر التي تعترضهم أثناء عبور حدود تركيا واليونان ودول أخرى.
بعد تشديد الحراسة في الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا، تراجعت نسبة الهجرة غير القانونية من المغرب وأصبح المئات من الشبان يسافرون إلى تركيا للبحث عن أقرب فرصة ومناسبة للهروب عبر الحدود اليونانية وحدود دول أخرى مجاورة للوصول إلى “الفردوس الأوروبي”.
في المقاهي وفي الأسواق والتجمعات، لا تسمع من الشباب سوى حلم واحد، يتمثل في رغبتهم في الهجرة نحو تركيا وأوروبا، وهو حلم يكشف عدم تمكن مختلف السياسات التي تطلقها مصالح الدولة المغربية لفائدة الشباب من وضع حد للهجرة، سواء عبر البحار أو مشيا على الأقدام في حدود تركيا ودول البلقان.
وفي تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، أكد عدد من الشباب المتواجدين حاليا بتركيا أن غالبيتهم يوجدون على الحدود التركية اليونانية في انتظار الفرصة للهروب مشيا على الأقدام، موضحين أن منهم من وصل إلى إيطاليا خلال هذه الأيام، بمساعدة شبكات متخصصة في التهجير من تركيا واليونان، مشيرين إلى أن غالبية الشباب يبحثون عن هذه الشبكات التي تساعدهم على العبور بسلام وأمان بمبالغ مالية تتراوح ما بين 1500 يورو و2000 يورو من الحدود التركية إلى ألمانيا أو إيطاليا، حسب رغبة كل واحد.
وفي هذا السياق، أكد عدد من الشباب استعدادهم للسفر إلى تركيا وأملهم الوصول إلى “الفردوس الأوروبي”، على الرغم من المخاطر التي قد تعترض سبيلهم في هذه الفترة من السنة، حيث تسجل دول البلقان والحدود التركية اليونانية انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة وتساقطات ثلجية، مما قد يسبب لبعضهم الهلاك أو يعرضهم لشتى أنواع التعذيب على يد شبكات التهريب والاتجار بالبشر المنتشرة على الحدود هناك، وفق إفادة شباب تمكنوا من العبور في أوقات سابقة.
شاب من إقليم زاكورة (فضل عدم البوح بهويته للعموم)، تواصلت معه جريدة هسبريس الإلكترونية، وصل خلال أقل من شهر إلى إيطاليا عبر الحدود التركية اليونانية، قال: “لا يمكن لأحد أن يتصور العذاب الشديد الذي يمر منه الشباب الذين يحاولون العبور من دول البلقان إلى أوروبا مشيا على الأقدام”، مضيفا أن “جميع المخاطر يمكن أن تصادفك في رحلتك هاته، ويمكن أن تصل إلى وجهتك كما يمكن أن تلقى حتفك بسبب الجوع والبرد أو على يد عصابات إجرامية متخصصة في السرقة والاتجار بالبشر”.
وأضاف الشاب ذاته أنه قضى أكثر من 6 أشهر في رحلته بين تركيا وأراضي دول البلقان للوصول إلى إيطاليا، موضحا أن من بين أصعب الفترات، “الفترة الحالية حيث البرد، وخلال الأيام المقبلة حيث يمكن أن تتساقط الثلوج”، مشيرا إلى أن هذه العوامل الطبيعية تسبب مشاكل كثيرة للشباب المهاجرين، ملتمسا من الدولة توفير فرص الشغل للشباب للحد من هذه الظاهرة، قائلا: “لو كنت أعلم أنني سأقاسي هذا العذاب لفضلت العيش بين أحضان أمي وإخوتي على الخبز والشاي فقط”.
مصير مجهول
حذر عدد من الشباب الذين لم يستطيعوا العبور إلى أوروبا من تركيا وعادوا إلى المغرب من الأكاذيب التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من المنصات الإلكترونية، بشأن سهولة الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وإيطاليا.
ويواجه عدد من هؤلاء الشباب مصيرا مجهولا؛ أغلبهم قطعت أخبارهم منذ وصولهم إلى تركيا، وهناك من يسأل عن مصير فرد من أفراد العائلة غادر وانقطعت أخباره، وهو ما فسره بعض الناجين من رحلة العبور من الحدود التركية اليونانية بأن “بعض دول البلقان تقوم بتوقيف المهاجرين ووضعهم في مراكز الإيواء في انتظار إرجاعهم إلى وطنهم الأم، وهناك من يقضي مدة طويلة في ضيافة بعض الدول نظرا لعدم تقديم هويته أو أصله”، على حد تعبيرهم.
رغم المصير المجهول الذي ينتظرهم، يستعد العديد من الشباب خلال هذه الأيام لحزم حقائب السفر والهجرة إلى أوروبا بعد أن وصلوا إلى حافة اليأس بسبب البطالة والفقر والتفاوتات الاجتماعية، لينضموا إلى آلاف آخرين غادروا المغرب نحو تركيا وبعدها إلى أوروبا، منهم كثيرون عالقون حاليا على حدود تركيا واليونان مع الاتحاد الأوروبي.
حرس الحدود وعصابات إجرامية
يواجه الشباب المغاربة مشاكل عدة في رحلتهم أو هجرتهم من تركيا واليونان إلى إيطاليا؛ إذ يتعرضون لجميع أشكال الاستغلال والتعذيب والترهيب على يد شبكات دولية متخصصة في الجريمة المنظمة عبر القارات وشبكات تهريب المهاجرين، وعلى يد حرس الحدود أيضا، خاصة في دول البلقان والحدود التركية اليونانية.
وقد أصبح القبض على أحدهم من قبل حراس الحدود أخطر مرحلة يقضيها في حياته، وفق تصريحات متطابقة لعدد منهم، مؤكدين أنهم يتعرضون لجميع أشكال التعذيب على يد حرس الحدود، وفي غالب الأحيان يتم تجريدهم من ملابسهم وأموالهم، في خرق سافر للاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان.