مقترح فرنسي جزائري بحذف بعض السور القرآنية من المناهج التعليمية
أثار اقتراح يرمي إلى حذف سورة الإخلاص من المناهج التعليمية للصفوف الابتدائية (الأول والثاني) في الجزائر، غضبًا عارمًا تجاوز حدود الدولة.
الدكتور جيلالي مساري، مدير مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في وهران، صاحب اقتراح إلغاء سورة الإخلاص، ودرس فرائض الوضوء من كتب المدارس الابتدائية بالجزائر.
جيلالي قال إن أسباب تلك الدعوة ترجع إلى أن تلميذ الطور الابتدائي لا يفهم معنى السورة رغم سهولة حفظها، حيث قال “الطفل يعرف الأشياء المجردة، ولا يفهم محتوى السور”.
أما بالنسبة لدرس فرائض الوضوء؛ فقد طالب “جيلالي” بحذفه خلال مداخلة له بالملتقى الدولي حول تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية، لصعوبة استيعابه من قبل الطلاب الصغار أيضًا.
ويتزامن المقترح مع نشر عريضة في صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية، تُطالب بحذف وتجميد آيات من القرآن الكريم، وقع عليها حوالي 300 شخص، من بينهم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ومانويل فالس، رئيس الوزراء في حكومة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وعدد من النجوم والشخصيات الاجتماعية المعروفة في فرنسا والعالم، منهم المغني أزنافور، والممثل جيرار ديبارديو، والإعلامي والأكاديمي اليهودي الفرنسي بيرنار هنري ليفي.
وطالبت العريضة بحذف وتجميد آيات من القرآن الكريم، مُدعية أنها “تحث على قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين، وتُشير إلى أن المتطرفين الإسلاميين يستخدمون هذه الآيات في تبرير أفعالهم وجرائمهم”.
وردًا على الدعوات الفرنسية بحذف وتجميد بعض الآيات القرآنية، أعلنت الجالية المسلمة الجزائرية في فرنسا، مشاركتهم في حملات لمواجهة هذه المطالبات، حسب ما نقلته صحيفة الشروق الجزائرية.
وأوضح وليد نعّاس، نائب رئيس المجلس الجهوي الفرنسي للديانة الإسلامية، للصحيفة، أن الجزائريين بفرنسا يقومون بدور فعال لمواجهة ما اعتبروه حملات تشويه القرآن باعتبارهم من أكثر الجاليات المسلمة عددا ومخالطة للفرنسيين، مؤكدا على شعور بمسؤولية كبيرة تجاه الدفاع عن الإسلام في فرنسا”.
وقالت تقارير إعلامية جزائرية إن “توقيت” مُقترح إلغاء سورة “الإخلاص” من مناهج الطور المدرسي الثاني أو الجيل الثاني ابتدائي في الجزائر خبيثا، وهو المُقتَرح الذي تزامن مع توقيت دعوات حذف بعض السور من القرآن في فرنسا، والتي تدعو إلى قتل اليهود.
وأضافت أن المبرر الذي يُقدمه الدكتور مساري لمُقترحه هذا، غير منطقي، وأن هناك تدخلات من قبل أطراف فرنسية في الأمر، من أجل تبرير حملتهم في فرنسا، واستغلالها لصالح اليهود.
وأعلن شيوخ ورجال دين في الجزائر رفضهم للمقترح، مؤكدين أنه يستهدف الدين الإسلامي في مقتل.
وقال الشيخ بن حنفية العابدين، عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين بالجزائر، إن “الذين دعوا إلى حذف سور من القرآن الكريم على غرار سورة الإخلاص، يريدون ضرب الدين الإسلامي في عمقه من خلال هذه الدعوات التي لم تخرج عن الحملات المسعورة التي تستهدف دين الأمة”.
وأضاف الشيخ في منشور له على الصفحة الرسمية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ردًا على الأساتذة الداعين لحذف السور من القرآن الكريم من منهاج التدريس “هؤلاء يتعاملون بالتدرج من حذف البسملة إلى غيرها، يجسون النبض، ويقع بناءًا على ذلك الإحجام أو الإقدام”.
وأضاف الشيخ “أولادنا يحفظون أجزاءً من القرآن وهم دون سن السادسة”، متسائلاً “ما الذي استصعبه هؤلاء الجاهلون في سورة الإخلاص، إلا أن يكون الكائدون لا يريدون أن يتبرأ أولادنا من عقيدة النصارى وهي الأب والإبن وروح القدس”.
ومن جانبه قال محمد العبدة، عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين، في تغريدة له على موقع التدوينات المصغر “تويتر”: “الجزائر بلد العلامة الشيخ ابن باديس، رحمة الله، هناك من يطالب بحذف سورة الإخلاص من كتب طلاب الابتدائية ، لابد أن يقف علماء الجزائر لهذه الفرنسة وهذا التجديف”.
sawtlmohajir.com